افتتاح المتحف المصري الكبير ملحمة وطنية تُعيد صياغة التاريخ
بقلم : د.كتورة إنچى سامى
– في ليلةٍ استثنائية من ليالي الفخر والدهشة،أبهرت مصر العالم من جديد، ووقفت شامخةً على مسرح التاريخ تُعلن أن الحضارة لا تموت، وأن المجد لا يبهت في أرضٍ خُلقت لتكون منارة للبشرية.لم يكن افتتاح المتحف المصري الكبير مجرد احتفال، بل كان عرضًا مهيبًا لمشروعٍ وطني استمر عشرين عامًا من العمل الدؤوب والتخطيط والرؤية، ليخرج إلى النور تحفة معمارية وثقافية تُجسّد عبقرية المصري وقدرته على صناعة الإعجاز من رحم التحدي.
– على أنغام أوركسترا عالمية وأداء أوبرالي مصري مهيب، عانق الفن التاريخ في مزيج مدهش بين الرقصات الفرعونية والغناء واللوحات الضوئية الخيالية التي جعلت سماء القاهرة تتلألأ بأنوار الحضارة، وتروي للعالم قصة شعبٍ لا يعرف الانكسار.
كان الحفل مزجًا عبقريًا بين التكنولوجيا الحديثة والروح الفرعونية القديمة، توازُنًا فنيًا بديعًا يجمع بين الأصالة والابتكار، بين عبقرية الماضي وإبداع الحاضر، ليُعيد تقديم مصر للعالم كجسرٍ خالدٍ بين التاريخ والمستقبل.

تحولت جدران المتحف إلى شاشات ناطقة تُحكى من خلالها حقب التاريخ بأسلوب الراوي الذي يمزج الفن بالحكمة، فيما أضاءت المسلات المصرية في شتى بقاع الأرض في لحظةٍ واحدة، كأنها تُعلن أن الحضارة الأم لا تزال تنبض بالحياة وتُنير العالم من جديد.وفي ذروة المشهد، تآلفت الأصوات في لحنٍ وطني خالص، حين اجتمع الانشاد ( الاسلامى والقبطى ) في تناغمٍ روحاني مؤثر، يُجسد وحدة الوطن وقوة نسيجه الأصيل، ويُرسل إلى العالم رسالة مصر الأبدية: أن السلام فينا فطرة، والوحدة قدرٌ لا يزول.
ولم يغب المستقبل عن المشهد المهيب؛ فقد تخللت الفقرات لقطات للعاصمة الإدارية الجديدة والبرج الأيقوني، لتُعلن أن مصر لا تكتفي بأن تحفظ تاريخها فحسب، بل تصنع حاضرها وتُمهّد لمستقبلها بثقةٍ وإبداعٍ واستدامة.وامتد الإبهار إلى السماء، حيث عُرضت المجسمات الأثرية والقطع التاريخية في عرضٍ ثلاثي الأبعادٍ مذهل، وارتفعت أنغام الأوركسترا الأوبرالية العالمية بصوت السوبرانو المصري العالمي، فيما تراقصت الألعاب النارية والتنورة المصرية وسط حضورٍ دولي مهيب من ٧٩ دولة جاءت لتشهد روعة المشهد ومكانة مصر الفريدة كعاصمةٍ للثقافة والحضارة الإنسانية.
لقد كان الحفل نقطة تحولٍ كبرى، أعادت لمصر مكانتها كواجهةٍ ثقافيةٍ وسياحيةٍ عالميةٍ بعد سنواتٍ عصيبة مرت بها المنطقة والعالم.
أبرز الحدث المكانة الثقافية العظيمة لمصر ودورها المتجدد في قيادة الوعي الإنساني، وأكد أن ما يُبنى على أرضها اليوم ليس متحفًا فحسب، بل رمزٌ للنهضة ورؤيةٌ للحياة.إن افتتاح المتحف المصري الكبير أكثر من إنجازٍ معماري أو فني؛ إنه ملحمة وطنية تُجسد روح مصر الجديدة — تلك التي تستمد قوتها من حضارةٍ خالدة، وتُضيء طريقها نحو المستقبل بعزيمةٍ لا تعرف التراجع.

-:شكرًا لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي — قائد الرؤية والبناء — الذي جعل من الحلم واقعًا، ومن الإنجاز أسطورة، ومن مصر منارةً تتلألأ بنور الحضارة والفخر لتقول للعالم بأسره:هنا مصر… وطنٌ لا يعرف المستحيل، وتاريخٌ لا ينطفئ نوره أبدًا.