نافذتك على الأخبار العالمية والمحلية

184

# كلمتين وقلبب

بقلم : دكتورة سماح المحمدى

.      ولنا فى القلب

.      اٍبتسامة مُرّة !!

– لا اُعلم كيف اُبداُ مقالى هذا فالقلب هو من يمسك بالقلم هذه المرة ويسطر جروحه واُوجاعه بكلمات يطفىء بها اُحزان مرحلة صعبة كانت كلها ألام واُحزان وكسرة تحملها هذا القلب المجروح لوحده طوال العامين الاُخيرين وجد فيها نفسه وسط بركان من الحزن والقهر والفقد !!..وصمد أمام كل هذه الاُهوال لكنه خرج منها مصابا بندبات كثيرة وأصبح فى حاجة ماسة لاستراحة محارب !!! فحزم أمره وفأجاُ الجميع برحيله إلى مكان اُخر بعيد سماه “باُرض النسيان”،!!! … وبعد أن استقر بالمكان بدأ يلملم أجزائه ويضمد جراحه لكنه وجد نفسه محاطا باُشواك كثيرة فصمم أن يتخلص منها ويحولها لأرض صالحة للسير عليها !!!! وهنا شعر القلب المجروح أن اُغصانه هى الاُخرى بداُت تبكى اُلما وحزنا  !!.. وهنا اُتحدث عن موقف اُولادى عبد الرحمن وشهد اللذين كانا معى ورفيقين لدربى وعاشا معى رحلة مرض اُباهما المريرة زوجى الغالى واُيضا فجيعة رحيله التى اُبكت القلوب قبل العيون ولم تمضى سوى اُسابيع قليلة وبالتحديد فى ذكرى الاُربعين لرحيل زوجى الحبيب اُضطريت لتنفيذ قرار وزير الاسكان بترقيتى التى طال اٍنتظارها وكيلا لوزارة الاسكان بالاسماعيلية والتى كان المرحوم زوجى واُسرتى ينتظروها على اُحرّ من الجمر ساعدنى على ذلك اُبنائى بوصفها كانت رغبة واُمنية للمرحوم والدهم قبل وفاته متحملين معى تبعات هذا القرار الصعب من مشاقة الوحدة والابتعاد المؤقت الاضطرارى عن اُهلى ومدينتى المنصورة ومرّ مايقرب من عشرة اُشهر على هذا الحال حتى عوضنى الله عن رحلة الفراق الصعب وابتعادى عن مدينتى المنصورة الغالية واُولادى حتى توج صبرى اُناوتحققت الاُمنية الكبرى بمنحى درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف من جامعة عين شمس العريقة لتكون عوضا عن فراق الحبيب زوجى العزيز رحمه الله وابتعادى الاضطرارى والمؤقت عن اُولادى وكان فضل الله علينا عظيما فى عام الفراق هذا حيث يستكمل اٍبنى حاليا دراسة الماجستير فى القانون والتحاق ابنتى بكلية التجارة اٍنجليذى وحمدنا الله ليستقر ربّ الاُسرة فى مرقده مرتاح البال بعد اُن حقق الله اٌمانيه سواء لاُبنائه فلذة كبده اُوشريكة حياته .

– ويبقى السؤال هل من فاصل زمنى لكى تسترد فيه عقولنا وقلوبنا ولو جزءا من عافيتهما لتعود لاُسرتنا الصغيرة الصابرة المحتسبة جزءا ولو يسيرا من سعادتها التى اِفتقدناها لشهور اُحزان طويلة ويطبطب على اُكتافنا ويخبرنا أنه سيقف للحظات لنتنفس الصعداء ونكمل رحلة التحديات وقهر الصعاب ونحقق باقى الاُمانى والاُحلام  التى مازالت تنبض بها  قلوب وعقول اُسرتى !! لكن تلك الفرحة الكبيرة قد جاءت منقوصة لأن الأب الحنون ربان السفينة سيظل الموت مغيبه جسديا واٍنكانت روحه الطاهرة تحوم من حولنا وذكرياته تتحدث عن نفسها ..اا

اليوم قررت أن اٌبدأُ مرحلة جديدة فى كتاب حياتى رافضة اُى تراجع اُو اٍستسلام لاُى شىء قد ينقص من كيانى لتستكمل سفينة رحلة حياتى مسيرتها  الشاقة  وساُكون اُنا هذه المرة ربانها بعزم وقدرة ورحمة من الله سبحانه وتعالى  نعم لقد رجعت للخلف بعض الشيئ وهنا تذكرت كل من وقف بجوارى وساندنى للخروج من اُزمات رحلتى الشاقة فى الوقت الذى تغافل فيه الكثيرون عنى عمدا اُوكرها وهنا اُعلن مجددا اُن سفينة الانقاذ لن يكون بها أى اُحد من الذين شاهدوا وجعى وتخلوا عنى وتواروا عمدا اٍنتظارا ربما تعود فرحتى ليتزاحمون من حولى مرة اُخرى .. لكن هيهات واٌسفاه لن يدخل القلب سوى من تحمل آلامى وخفف عنى اُوجاعى وضمد جراحى.!!! …..وسوف تستاُنف سفينة حياتى رحلتها الميمونة مرة اُخرى  فى مسارها الجديد المحدد والمعلن بأن القلب أصبح مستعدا للمضى قدما فى طريقه المعتاد ولكن بخطوات ثابتة يقودها العقل قبل القلب هذه المرة حاميا لهذا القلب المسكين الذى تحمل الكثير من الاُعباء والاُوجاع والبكاء … فهيا ياقلبى هناك اٍبتسامات كثيرة صافية تنتظرك على الشاطىء الاُخر صادرة من قلوب اُكثر اُمانا  طاهرة نقية مليئه بالحب والحنان والرحمة.وحتما ستعود لأحضان من فقدتهم مرة اُخرى قريبا ولكن پاسماء متغيرة  ووجوه ضاحكة…….ولنا بالقلب ابتسامة .. انتظرونا ،،،،

قد يعجبك ايضا