لا وقت للورد
الشاعر الكبير / محمد البياسي

لا وقت للورد
هذا الورد ليس لنا
لأنه بدماء الراحلين سُقيْ
ولا مـواعيدَ بـعد الـيوم دافـئةً
لا وعدَ إلا غبار النقع في الأفقِ
لا شيءً في القلب
إلا الملح من زمنٍ
كأنني من لذيذ الحب لم أذقِ
.
سـنـركب الـبـحر مـجنونًا ومـمـتقعًا
فـنحن فـي الـبر أشْـرَفْنا على الغرقِ
الـبـنـدقـية هــذا وقــتُـهـا .. ولـــذا
ثـقـي بـهـا وبـغـير الـحـرب لا تـثقي
الـجـولة الأمُّ.. أعـددنـا الـعـتاقَ لـهـا
والباطلُ الآن خلْفَ الحق في السبَقِ
أقول ..
لا جولةٌ أخرى..فما بقيت
لنا بيوتٌ ولا وعدُ الخيام بقيْ
كــــل الــنـبـوءات يــــا آلاءُ صــادقـةٌ
هــذا الـتـراب بـدمـع الأنـبـياء رُقــي
إن كــــان أرّقــنــا مــــا كـــان أرّقــنـا
فــــلا انــتـصـارٌ ولا مــجـدٌ بـــلا أرقِ
مـــن اسـتـطـالَ مـسـافاتٍ لـيـقطعها
شـقّت عليه الخطى في تِلكُمُ الطرقِ
كُـــرمــى لـــغــزةَ حـمَّـلـنـا عـواتـقَـنـا
مــا قــد أطـقـنا ومــا واللهِ لـم نـطقِ
الـعـابرون إلــى رحـب الـسما قـدموا
مــن كــل مـنـعطفٍ فـيـها.. ومـفترقِ
إن الــعــدو الـــذي طــالـت أظــافـرُه
مــا زال يُـعـملها فــي ثـوبـيَ الـخَـلِقِ
وكـــم أتـــت طـعـنـاتٌ مــنـه قـاتـلـةٌ
ولـيس تـتركُ فـي المطعون من رمَقِ
وجـــيء بـــي مٍــزقًـا لـكـنني بـيـدي
شـكَّـلـتُني مــرةً أخــرى مــن الـمٍـزقِ
وكــان أنْ لــم أمـت بـل لـم أزل لـهمُ
رعـبًـا .. وأولُ هــذا الـرعب مـعتنقي
هذي المقدسة الأرض التي اغتصبت
أمـانةٌ هـي حـتى الـموت فـي عـنقي
انـــي لـمـن مـعـشرٍ أسـطـورةٍ عــربٍ
لا شـيء يـشبههم في الخلق والخلُقِ
ومــا يـقـارعنا فــي الـناس مـن أحـدٍ
إلا وكـــان بـــه شـــيءٌ مــن الـحُـمُقِ
فــلـم نــكـلَّ ولــن… حـتـى نـطـهرها
والله مــــن كـــل مـحـتـلٍّ ومــرتـزقِ
أهلًا بـهم ورقًـا فـي الـهالكين ..وكم
يحفِّزُ الـنـارَ .. فــعـلُ الــنـارِ بـالـورقِ