نافذتك على الأخبار العالمية والمحلية

( المتابعة فن وبناء لاهدم وتنَمُّر) 

316

( المتابعة فن وبناء لاهدم وتنَمُّر) 

بسن قلم / حسين الجندي

دخل وكيل الوزارة إلى المعهد فلم يجد طلابا ولا معظم

المدرسين…

وهذا أمر يتكرر كثيرا للغاية وفي كل عام ومع كل مسئول… 

فماذا يفعل؟!

لن يفصل الطلاب بالطبع ولا حتى أدنى عقاب!

لماذا؟

لأن هذا طبيعي أو متعارف عليه… 

فنحن في فترة ما قبل الامتحان والطلاب يذاكرون في بيوتهم… 

هذا على أساس أنهم يحضرون طوال العام!!!

نأتي بعد ذلك (للحيطة المايلة)… 

نعم المعلمين… 

أول إجراء بالطبع هو (التشطيب) عليهم في دفتر الحضور

والانصراف 

وأخذ أسماء المذنبين للعرض على الشئون القانونية لاتخاذ

اللازم… 

وينتهي الأمر بتوقيع عقوبة عليهم على حسب الجُرْم…. 

إلى هنا ما حدث يعتبر عاديا وقانونيا… 

فلابد لمن أخطأ أن يُعاقَب… 

ولكن!!! 

ولنضع تحت لكن هذه (سُبْعُميت) خطا… 

هل هذا النوع من المتابعات لأي مسئول تؤدي إلى انتطام

العمل؟! 

الإجابة :

نعم ولكن لوقت ثم تعود (ريما لعادتها القديمة) 

فمن البديهي أن المسئول لن يتابع كل المعاهد كل يوم!!! 

إذن ما الحل؟! 

هو وجود الحافز الداخلي داخل الأفراد للحفاظ على النظام وتحمل

المسئولية… 

وهنا نطرح تساؤلين:

كيف؟ ولماذا؟! 

كيف يتولد ذلك الحافز الداخلي؟! 

بالطبع هناك أمور معروفة ولكنها نظرية بل أكثر من النظرية ذاتها!!!

لذلك سأُعْرِض عن ذكرها عمدا فقد مللنا من تكرارها!!!

ونأتي إلى السؤال الأهم :

لماذا؟!

أي ما الذي يدفع إلى وجود الحافز الداخلي لدى الفرد ومن أجله

يلتزم؟ 

والإجابة بقدر سهولتها بقدر صعوبة تنفيذها وإسقاطها على أرض

الواقع… 

فالفرد لن يلتزم داخليا إلا إذا شعر بالتقدير المادي والمعنوي وشعر

بقيمة ما يقوم به وأنه ليس كطوبة ساكنة متحجرة توضع في

المكان الذي يريده صاحبها… 

نعم سيلتزم إذا تم العمل بمبدأ الثواب والعقاب ولكنه يجد دائما

العقاب وفقط يعني (كله ضرب ضرب ومفيش شتيمة!!!)… 

وهنا يقفز أحد المتحذلقين هاتفا كالببغاء :

(الِّلي مش عاجبه يستقيل…) 

وهنا يقف الجميع في وجهه :

(إذا كنا مش عارفين نعيش واحنا بنقبض الكام ملطوووش… هنقدر

نعيش واحنا في الشارع…) 

وهنا يقفز أبو النُّطِّيط مرة أخرى:

(يبقى حافظوا على لقمة عيشكم…) 

وللعلم… 

هذا المتقعر أول من لا يلتزم ولكنه يعمل بمبدأ خالف تُعْرَف!

لسنا هنا ندعو للفوضى ولا إلى التماس الأعذار للمقصرين بل ندعو

لفهم جلي لطبيعة المشكلة والعمل على معالجتها من الجذور… 
أيها المسئول الكبير يا من تحاول جاهدا لضبط العمل أسألك سؤالا وأرجوك أن تجيب عليه بكل شفافية:

هل تتابع العمل حرصا على انضباطه أم لأنك خائف من ….؟! 

يعني :

هل لو لم توجد ضغوط عليك فوقية هل ستقوم بذلك؟! 

أشك إلا من رحم ربي!!! 

والدلائل لدينا كثيرة ولا داعي لذكرها… 

ولعل أوضحها هو أنك قبل المسئولية كنت ذلك الرجل المقصر

وعندك من الخبرة السلبية الكثير… 

إذن… 

فليس من المعقووول والمنطقي أن تحاسب غيرك على ما كنت

تقترفه بالأمس القريب أو البعيد… 

وهنا لا نقصد مسئولا بعينه ولكنها للأسف عصا يتلقفها شخص من

شخص… 

الحل باختصار:

المتابعة الجيدة المثمرة هي التي يكون فيها مايلي:

القدوة… الرحمة… الاستماع… الاحترام… التماس الأعذار… عدم

المساواة في العقاب… الاستمرار… الموضوعية… الشفافية… عدم

التصيد… البعد عن التنمر… التواضع… الحزم… الثواب للنماذج

المشرفة… التفاهم… الخ…. 

وبعد… 

من الممكن جدا أن ترى مؤسسة منضبطة انضباطا صوريا ولا إنتاج

لها كمن يسمع جعجعة ولا يرى طحينا… 

نحن نريد الصلاح و الإصلاح وأبعد مانكون عن الفوضى والإهمال… 

ولكننا في المقابل نريد احترام عقولنا وعدم اعتبارنا كمَّا مهملا ولا

كومة قش ملقاة على الطريق ولا طوبة تضعونها حسبما شئتم… 

ابحثوا عن الحلول الغير تقليدية… 

فكروا خارج الصندوق… 

لا تسيروا على خطا من سبقوكم… 

لا تعاقبوا المجني عليه وتتركوا الجاني! 

انظروا للناتج الواقعي فإذا وجدتموه صفرا فلابد لكم من وقفة شاملة… 

لا ترمِّموا بناءً آيلا للسقوط… 

نعم المسئولية كبرى وأنتم لها أهل ولكن ضعوا تلك النصيحة ولو

في طرف أعينكم!!! 

لعلها تحرك الماء الراكد قبل أن يأْسَن… 

ونسأل الله لكم ولنا التوفيق والسداد. 

#بسن_القلم 🖋️ 

#حسين_الجندي

قد يعجبك ايضا