البجعه العمياء للحقيقه
بقلمى خالد الدسوقي
العنوان : البجعه العمياء للحقيقه
الأبناء دائما يجهلون حقيقه نصائح آبائهم معارضون هذه النصائح لتنفيذ مايريدونه مصدمون بواقع مؤلم قد يسبب لهم الكثير من الالام المزمنه نفسيا واجتماعيا وعقليا تلك الآلام الذى قد تتزايد موجهه هؤلاء الأبناء الى حافه الهاويه كالبجعه الصغير الذى تتجاهل تعليمات والدتها البجعه الكبيره معرضه حياتها للمخاطر الكثيره تلك المخاطر التي قد الح بها الآباء مرارا وتكرارا يوما خلف يوم بل أسبوعا خلف اسبوع وشهرا خلف شهر لايعرفون حقيقه تلك النصائح الا بعد فوات الاوان عندما لاينفع الندم و لاينفع التراجع والعودة إلى الوراء فينتج عن ذلك الموت فقد تكون النصائح ممله قليلا لكنها تعمل لمصلحه الأبناء في المقام الأول فليس هناك شخصا يتمنى لك الخير وبحبك أكثر من الآباء الذين يعملون ليلا ونهارا لكسب لقمه العيش و جعل ابنائهم يهنئون بحياه سعيده غير شاقه ملبون لهم كافه احتياجتيهم من ماكل ومشرب وملبس و غير ذلك من أشياء عديده يحتاجها المنزل فالابناء يحتاجون دائما إلى مايرشدهم إلى الطريق الصحيح لكن في بعض الأحيان يظن الأبناء أن تلك النصائح سيئة لاتعمل لمصالحهم الشخصية وقد تسبب الضرر تماما لكنها عكس مايظنون فليس بها من ضرر تلك هى كلماتى التى تفوهت بها عندما كنت استمع لإحدى زملائي بالعمل الذى أخبرني عن شخصا في بلدتنا قد تناول الحبوب السامه للنباتات بسبب معاناته الشديده مع والده الذى كان يرفض له طلبات عديده كان إحداها رفضه بالزواج بفتاه أحلامه التى كان يحبها كثيرا قد تعلق بهذه الفتاه كثيرا منذ طفولته وتعلقت هى به أيضا فتطورت علاقتهما مولده حبا شديدا امتزج بالعشق الكبير لكلا الطرفين فقرر في ذات يوما اخبار والده ليتقدم لخطبه هذه الفتاه التى كان مولعا بها للغايه فما كان من الأب أنه قال يجب عليه التانى قليلا بأمر الزواج فما زال في سن صغيرة لايستطيع تحمل مشاق الزواج لاقامه حياه أسريه كامله جيده فما كان من هذا الشاب أن قام بالذهاب لإحدى الأشخاص ذوى السمعه السيئة أخذا إحدى الحبوب مبتلعا إحداها في فمه فمات سريعا فحزن اباه حزنا شديدا على موت ولده الوحيد الذي انجبه بعد سنوات من الانتظار منجبا قبله ثلاث فتيات كان ينتظر أن تنجب زوجته ولدا ليرث ما يمتلك من بيتا كبيرا و اسطبل خيول اصيله و العديد من الاراضي الزراعية فما كان من هذا الرجل الذي انفطر قلبه حزنا شديدا على ولده أن كتب ثلاثه ارباع ثروته لأخيه الوحيد الذى بدوره كان لديه ولد فأصبح هذا الولد هو المالك لجزء كبير من ثروه عمه بعد وفاه ابيه فتعجبت كثيرا لسماعى لحياه هذا الرجل الثرى الذى انتحر ولده بعد لحظات انتهى تعجبي قائلا ماهذه الصدفه العجيبه التى جمعت هذا الحاضر مع الماضي الذى تحدث عن أمرا متشابها للغايه حدث في الامبراطوريه النمساويه أثناء حكم الارشيدوق فرانتس للامبراطوريه فقد وقع ولده الأمير رودلف ولى العهد بحب فتاه تدعى مارى رفض أباه الارشيدوق هذا الحب وهذه العلاقه معللا أنها ليست اميره فما كان من هذا الأمير أنه قام بإطلاق الرصاص على نفسه فحزن اباه حزنا شديدا عليه لأنه كان ولده الوحيد بين ثلاثه من الفتيات فانتحار الأمير رودلف جعل حكم الامبراطوريه ينتقل بعد أبيه إلى إبن عمه الأمير كارل الذى أصبح فيما بعد الارشيدوق كارل الاول إمبراطور الامبراطوريه النمساويه
فقد اجتمعت كلا الحادثتين عند نقطه إلتقاء واحده هى عصيان الأبناء لنصائح الآباء رغم تباعدهما كإبتعاد قرنى الارض شرقا وغربا .