
مرحبا بالعام الجديد 2022..
مرحبا بالعام الجديد 2022..
كتب محمود علوان
انقضى ديسمبر سريعاً لنودّع به عاماً آخر ، لم يكُن عاماً سهلاً أبداً ، كان عاماً قاسياً وصعباً ، يشبه ما مضى من أعوام ، ودّعنا فيه أحباب ، وبكينا من لم يتسنّى لنا فرصة وداعهم ، كبِرنا فيه مئة عام ، وشابت رؤوسنا من هول أحداثه ،
لنَطوي معه صفحة من صفحات العمر ، ليكتُب نهايات حكايا يعِزُّ علينا أن نفارقُها ، وعن أشخاص عبروا في حياتنا ولم يمُرّوا بعد من قلوبنا ، جاءَ ليسطُر في آخر صفحاته عن قرارات المنطِق التي تبِعناها وترَكنا خلفنا أيادٍ لم نتمنى يوم إفلاتَها ، عن ليالٍ مِن شدة قسوتها كِدنا أن نلفِظ الروح فيها ومرّت ، عن مسافات باتت بين الأصدقاء ، عن تلكَ التغييرات التي زعزعَت أرواحنا ، عن حيرتنا وضياعنا دونَ وِجهة أمامنا ، عن أشياء غادرَتنا بصمت قاتل وأسرار دفناها في قلوبنا لم نجد من نبُوح إليه بها، عن بدايات لا نعلَم بعد عنها
ورغم ذلك يا ديسمبر لازِلنا ندعو أن تُنهي آخر صفحات الألم فيه وتعِدُنا ببداية شيء جميل ، نرجوك ، فلَم نعُد قادرين على تحمّل المزيد…كل ما أرجوه أن لا تمر عليِّ اللحظات التعيسه وأنسى ماقد حصدتهُ من الفرح، وأن لا أنزوي وتنزوي كل الآلام معي، وأن لا أتشرّد ممّن ظننت أنهم الملجأ، وأن لا ينخلع باب الأمَل وأفقد ماكنت أريد أن أكونه ..لانعلم ماذا يخبيء لنا العام القادم او الايام القادمة ولكن نستطيع ان نحدد وجهتنا نحو الطريق الصحيح ولتكن لكل منا بصمة مشرفة ترفع من مقامنا وتجعل منا ذكرى لا تنسى بعد رحلينا وعند ذكر اسمنا يكون ذكرها بالخير فنحن من نحدد مسيرنا سوى نسمى بأخلاقنا الى المعالي او نهوي بأنفسنا الى الاسفل ،فأنت من ترسم وجهتك سوى لفعل الخير او الشر وان شاء الله نكون ك نسمة عطرة تمر بسلام ويبقى أثرها …ستغلق صفحات يومياتنا ونرميها كما رمينا أوراقها… في سلة العام الراحل بأتعابه وأوجاعه وآلامه وخيباته وفشله في مواقع ظننا أننا نجحنا فيها …فتحنا أعيننا على الكثير من الأخطاء من المفروض تجنبها…ولكن مذكرتنا سجلنا فيها دموع قلوبنا التي نزفت على الراحلين وعلى الذين اختاروا الغياب من ساحاتنا…سنفتح صفحات جديدة رغم أننا لا نعلم فيها شيئا فهي صناديق مغلقة …والعلم لله ما تخبئه لنا السنة القادمة …فما علينا إلا التفاؤل وأن نستعل مفتاحها وهو أبشروا بسنابل الخير والمنح والهبات من الرزاق الوهاب من عمرنا على الانتهاء نراجع أحداثها كم فرحنا كم حزنا كم تعلمنا ماذا إنجزنا ماذا خسرنا مهما تكون الأحداث التي مرت علينا بتقبلها لان الحياة ليست لون واحد بل الوان متعددة لا يبقى لنا سوى قلوبنا وأرواحنا فلنجعلها صامدة مليئة بحب الخير للاخرين متسامحين قانعين بما لدينا نتقبل تقدم أعمارنا بأرواح مستعدة متصالحة نصنع افراحنا بأنفسنا ولا ننتظرها من احد كل عام وانتم اكثر تصالحا ورضا وقناعة دمتم بخيرعامٌ مضى، وآخر أتى، كلها أيام الله، وكلها تمُرّ بلُطفه،تمر كأنها أحلام ويأتي ما كتب الله لنا عام جديد يحمل معه رحلة جديدة رحلة البحث عن الذات…أبحث عن سلام في كل ما تفعل وابذل العطاء كلما استطعت.. كل شيءٍ يمُرّ بلُطفه، وكل صغيرة وكبيرة من تدبيره، وتقديره، وتبقى هذه الحقيقة الدائمة، والمطمئنة، حقيقة أن الله أدرى، أعظم، أعلم، أحن وألطف، وتظل الطمأنينة الوحيدة التي تسكن قلوبنا هي أن الله دائمًا معنا، وأننا تحت رعايته في كل وقتٍ وحين، وأجمل ما نبدأ به هذا العام هو “الحمد لله”.. الحمد لله على ما مضى، وعلى كل ما هو آتٍ، ووداعًا، وداعًا لكل حلمٍ قديم، ومرحبًا بما يريده الله لنا، وداعًا لكل ما مضى، ومرحبًا بكل ما هو آتٍ، مرحبًا بكل أقدار الله.تتعاقب الفصول وتتوالى السنين غير أبهة لمشاعرنا ..ففي الشتاء نشتاق للشمس و في الصيف نتمنى المطر و في الخريف نبحث عن الورق الاخضر و في الربيع نحنّ للخريف ..تتعاقب المواسم في كل سنة و نحتفل بقدومها و نحزن حين تنتهي و ننتظرها ..ننتظرها كانتظار أي عاشق ..سنة جات وسنة راحت أناس دخلوا حياتنا بلا موعد وآخرون رحلوا تاركين ورائهم علامات استفهام لقاء ووفاق ثم فراق مسافرون نحن ولا ندري متى تكون المحطة الأخيرة هل نفذ الزاد أم سنجد ما ادخرناه ينتظرنا من تلك الرحلة الطويلة القصيرة التي تساوت فيها أعمارنا مع أعمالنا ندعو الله حسن خواتيمنا ايها العام الجديد أقبل علينا بكل فرح، أسعد كل حزين انصر كل مظلوم ،أفرح أحبائنا حقق للمحرومين آمانيهم وداوي المجروحين من جروحهم .أسعدنا يالله فإننا نستحق أن نسعد .عام سعيد ..كل عام وأنت بالف خير
