قصة بنت اقصرية تعمل فى اصعب المهن الرجالية
هويدا عطيتو – الاقصر
في ورشة تقع على طريق الأقصر- أسوان الزراعي، في قرية الدير بمركز إسنا جنوبي الأقصر، تعمل أمينة جابر، 45 عامًا، الشهيرة بـ”نوسة دوكو”، في مهنة دهان وإصلاح السيارات، منذ أكثر من خمس سنوات.
تقول نوسة إنها تعلمت مهنة السمكرة عندما أحست بمرض زوجها، المصاب بفيروس سي الكبدي الوبائي، فبدأت بمساعدته في العمل، حتى أتقنت المهنة، حينها لم يستطع زوجها العمل نهائيًا، فقررت أن تعمل بمفردها في الورشة، مشيرة إلى أن الزبائن لم يتقبلوا عملها بالورشة، اعتقادًا منهم أنها غير كفء لهذه المهنة، لكن سرعان ما أثبتت لهم العكس.
وتضيف نوسة أنها تعلمت المهنة في البداية، شفقة على زوجها، ثم ما لبثت أن عشقت المهنة
حتى صارت أمهر من زوجها، على حد قولها.
وتوضح أنها تعرضت لانتقادات من أهلها وجيرانها، الذين يرون أنه من العيب أن تعمل سيدة
بهذه المهنة الرجالية، وتعديها العادات والتقاليد، لكنها لم تلتفت لحديث الناس، فهدفها الأساسي تربية أبنائها والتكفل بعلاج زوجها.
أكثر من خمسة أعوام قضتها نوسة في مهنة السمكرة، فاستطاعت أن تعلم أبنائها،
فحصلت ابنتها الكبرى على شهادة الثانوية الأزهرية، وابنها الأصغر على شهادة إتمام التعليم الأساسي.
وتتمنى نوسة بعد هذه المشقة التي قضتها في واحدة من أصعب المهن الرجالية، أن تتكلل مشقتها بأن تصبح ابنتها الكبرى طبيبة، وابنها بسام مهندسا.