الدستور نصر لمصر
كتب
عصام أبو شادي
ما أشبهه اليوم بالبارحة مع كل حراك سياسي،ويزيد هذا الحراك عندما نقترب من
الدستور ومواده. ففي أوقاتا كثيرة يخرج علينا من يشعرنا بأن الدستور ومواده وكأنه
كتابا أنزل من السماء مفصلا لا يستطيع أحد أن يقترب منه لأنه متوافق مع أهواء من
كتبوه،وبالرغم من ذلك نعلم جميعا أن الدستور ومواده هو كتاب صنع بيد البشر،وبه من
الأهواء البشرية مايفيد بعضهم بعضا فإن لم يكن اليوم فسوف يخدمهم في المستقبل.
وقد لا يغفل علي الشعب كيف كان الدستور صك من صكوك الغفران، وعليك أن تختار
إما الجنه وإما النار،فلا توجد منطقه وسطي مابين الجنه والنار،هكذا كانت موقعة
الدستور وغزوة الصناديق.
واليوم ونحن علي موعد بتعديل بعض مواده والاستفتاء عليها ،يخرج علينا من كانوا
في الأمس يحثون ويحشدون ويملاؤن صفحات الميديا والإعلام بالذهاب للموافقه علي
هذا الدستور،
نراهم اليوم وهم يشككون في تلك التعديلات وكأنها خبث سيصيب الشعب بأوبئه
مزمنه.
فالمعارضه سواء كانوا يساريين أو يمين فكلاهما متطرفين،يتحدون فقط ضد صالح
الوطن،ويتفقون في مصالحهم أيضا علي حساب هذا الوطن.
ماكانوا أمس يحثوك علي الموافقه،هم اليوم من يحثوك علي الرفض،ليس خوفا علي
هذا الوطن،ولكن خوفا علي كيانتهم الممولة وعلي أنفسهم،بعد أن إكتشف الشعب زيفهم
وعمالتهم ضد هذا الوطن.
هذا الوطن الذي بدأ ينتشي رويدا وبدأ يتعافي من مصير لا يعلم مداه الا الله.
هذا الوطن الذي يتكالب علي نهشه هؤلاء المعارضين من ناحيه،ومن ناحيه أخري إرهاب
تموله دولا كبري لا تريد من هذا الوطن أن ينهض،لا تريد من هذا الوطن أن يستقر،لا
تريد من هذا الوطن أن يكون صاحب قرار،لا يريدون من هذا الوطن سوي أن يكون تابع
لإملاءتهم،يريدون فقط وطن ضعيف هش.
فعليكم أيها المصريين أن تعلموا أن من يمتلك القوة يمتلك القرار، والقوه هنا شيئين قوة
الشعب،والقوة المسلحة،وقد علمنا لماذا كنا نستعد ونتسلح،وقد علمتم أيضا لماذا كانوا
هؤلاء الخونه يبثون فيكم اليأس والتشكيك من هذا التسليح،أما وقد علمتم كل هذا،أما
وقد علمتم أننا مازلنا في حاله حرب ضروس، يمنع وصولها الي المدن رجالا عاهدوا الله
أن يحموا هذا الوطن بأجسادهم وأرواحهم،لتكون دمائهم شاهدة عليكم وأنتم تعيشون
في أمن وسلام.
لم نري ولم تمر علينا معارضه أوقح مما نراها اليوم،لم نري معارضه تريد الشر بهذا
الوطن كمان نراها اليوم،لم نري معارضه تستقوي بالخارج كما نراها اليوم،هكذا هي
المعارضه الوقحه سواء من هم في الخارج أو من هم في الداخل،لا يريدون الا دمار هذا
الوطن وتشرد أهله.
اليوم علينا أن نقف مع من يملك القوة،من يملك قوة البناء وقوة الدفاع.
اليوم علينا أن نتحد جميعا خلف كل وطني يخاف علي هذا الوطن،
اليوم لا تنصتوا للديمقراطية والحرية فهي كلمات جوفاء يضحكون بها عليكم، ولما
وأنتم تشاهدونهم في كل مكان يتحدثون ويثرثرون وهم يعيشون بينكم.
فلا توجد منطقه وسطي إما أن نختار الوطن وندفاع عنه،وإما نسمع كلام هؤلاء
الكذابين ليضيع الوطن.
علي الشعب أن يذهب لتلك الصناديق بكامل إرادته ليقول كلمته،ويضع نصب عنينه
وطنه،علي الشعب أن يعي أن بذهابه الي الإستفتاء فإنه بذلك يضع المسمار الأخير الذي
يراهن عليه الخونه في نعوشهم.