الإنسانية والمواطنة في السيرة النبوية
بقلم/ محمد مأمون ليله
مما لفت انتباهي في سيرة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن حضرته كان يتعامل مع المشركين واليهود وغيرهم
معاملة كلها إنسانية، ووجدت حضرته يفرق بين المعتقد والشخص إلا من كان محاربا لله ورسوله، فالشخص يعامل كإنسان
بغض النظر عن معتقده، ومتى حارب عومل معاملة المحارب، فهل هناك أقوى في الدلالة على هذا المعنى من أن يستأمن
حضرته مشركا على روحه، ويجعله دليله في وقت تبحث عنه الدنيا كلها في هجرته؟ وهل كان سيدخل معه شعب أبي طالب
عشيرته من بني هاشم وبني المطلب مسلمهم وكافرهم في مقاطعة استمرت ثلاث سنين لو كان يحتقرهم ويسبهم؟!
ففارق بين المعتقد والمعاملة، والمعتقد لا تنازل فيه، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، والله يحكم بينهم يوم
القيامة فيما كانوا فيه يختلفون، إن سميت هذه مواطنة أو إنسانية فهي كذلك