إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر
بقلم/ محمد مأمون ليله
سكنت قريبا من سنة في حي من أحياء مصر الشعبية، وأمام مسجد الحي بيت أهله من الذين يسبون بأعظم السباب وأقظع الشتائم، ولهم خناقات مع الناس بكل الأسلحة البيضاء، وورشة لتصليح السيارات أمام المسجد مباشرة، ولا يصلون، ولم يدخل أحد منهم المسجد أبدا، ويشربون المخدرات، وكنت أصلي في هذا المسجد كل الصلوات، فما رأيتهم يوما اعتدوا على المسجد أو اقتربوا منه بسوء، بل حملوا السلاح ذات يوم للدفاع عن المسجد ضد من أراد أن يصنع ملعب بلياردو في ساحة المسجد الواسعة جدا، واضطروه إلى الخروج، ولم يتحرك أحد من المصلين في المسجد معهم للدفاع عن ممتلكاته، وكان المسجد يشغل المايك في كل الصلوات حتى الفجر والتراويح وبأعلى صوت، ولم يتضايق أحد منهم يوما، في حين أن بعض المصلين والمسؤولين عن المسجد تراهم يتهارجون، ويحقدون، ويظلمون، ويأكلون أموال الناس بالباطل، ويتصارعون على إدارة المسجد للفخر والخيلاء…
ولست أقول أن الصنف الأول أفضل من الذين يصلون، ولكني وجدت فيهم معاني رجولية وشهامة وحمية ودفعا للظلم وحراسة الشعائر لم أجدها في غيرهم، وعسى الله أن يجبرهم ويتوب عليهم، ويوفقهم ويصلح أحوالهم، وإلى الله نرجع فيحكم بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون!